عندما يُذكر مصطلح البيوت المسبقة الصنع، قد يظن البعض أنها أقل متانة من المنازل الخرسانية التقليدية، أو أنها مجرد حل مؤقت للسكن. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا. في السنوات الأخيرة أثبتت المباني المسبقة الصنع قدرتها العالية على مقاومة الزلازل، حتى أنها في بعض الحالات تتفوق على البناء التقليدي من حيث الأمان. فما السبب؟

الوزن الخفيف يقلل الخطر

أحد أهم أسباب انهيار المباني التقليدية في الزلازل هو ثقل الكتلة الخرسانية. فكلما زاد وزن المبنى، زادت القوى المؤثرة عليه عند حدوث الاهتزاز الأرضي.
 المباني المسبقة الصنع غالبًا تُبنى بهياكل فولاذية خفيفة أو مواد مركبة ذات وزن أقل، ما يعني أن القوى الزلزالية عليها تكون أقل بكثير. هذا يجعلها أكثر مرونة في مواجهة الاهتزازات وأقل عرضة للتصدعات والانهيار.

المرونة الهندسية بدل الصلابة المفرطة

على عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن المبنى الأكثر صلابة ليس دائمًا الأكثر أمانًا في الزلازل. الصلابة الزائدة قد تجعل الهيكل يتشقق سريعًا عند تعرضه لقوى غير متوقعة.
 في المقابل، تتميز المباني المسبقة الصنع بمرونة هندسية، حيث تسمح الوحدات المعيارية والهياكل الفولاذية بامتصاص جزء من طاقة الزلزال وتوزيعها على عناصر المبنى، مما يقلل من خطورة الانهيار.

التصنيع في بيئة محكومة يقلل الأخطاء

البناء التقليدي يتم بالكامل في موقع المشروع، وهو معرض للأخطاء البشرية وظروف الطقس وضعف الرقابة أحيانًا. أما المباني المسبقة الصنع، فيتم تصنيع عناصرها داخل مصانع مجهزة وفق معايير صارمة ومراقبة جودة دقيقة.
 هذا يضمن أن الأعمدة والجدران والوصلات مصممة ومُنفذة بدقة متناهية، مما يقلل من نقاط الضعف التي قد تتسبب في انهيار المبنى عند حدوث زلزال.

المواد المستخدمة تدعم السلامة

تُصنع وحدات المباني المسبقة الصنع عادةً من مواد ذات مرونة عالية ومقاومة ممتازة، مثل الفولاذ الخفيف المُعالج أو ألواح الساندويتش المعزولة. هذه المواد لا توفر فقط قوة ومتانة، بل تساعد أيضًا على بقاء المبنى متماسكًا حتى بعد تعرضه لهزات قوية.

أمثلة من الواقع

في دول مثل اليابان وتركيا، حيث النشاط الزلزالي متكرر، أصبحت المباني المسبقة الصنع خيارًا شائعًا. فقد أثبتت التجارب الميدانية أن هذه المباني قادرة على الصمود في مواجهة هزات أرضية قوية، في الوقت الذي تعرضت فيه مبانٍ خرسانية تقليدية لأضرار جسيمة.